مراكز تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها بالجامعات المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية التربية جامعة عين شمس

المستخلص

يُعد تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها من المواضيع التي شغلت السياسات الدولية، والمنظمات العالمية في الآونة الأخيرة، وقد كان لهذا الاهتمام صدى خاص في الكثير من الدول؛ حيث أنشأت الكثير من المراكز المتخصصة في تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها، والتي استطاعت من خلالها نشر لغتها وثقافتها القومية، وفرض هيمنتها على غيرها من الدول الأخرى من خلال استخدامها لما يُعرف بالقوة الناعمة المتمثلة في تعليم لغتها القومية لغير الناطقين بها، ومن أجل الوقوف على ماهية تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها، ومراكزه بالجامعات المعاصرة، اعتمد البحث الحالي على المنهج الوصفي التحليلي عملًا على وصف الظاهرة البحثية في هذا البحث، وتحليل العلاقة المتشابكة والمكونة لنسيجها، وعليه تتوزع المعالجة البحثية في هذا البحث على ثلاثة محاور رئيسة؛ أولها: يتعلق بتعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها بالجامعات المعاصرة، وثانيهم: يدور حول مراكز تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها بالجامعات المعاصرة، وثالثهم: يتوصل إلى استخلاصات نظرية حول مراكز تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها بالجامعات المعاصرة.  
وقد توصل البحث إلى عدد من الاستخلاصات النظرية لعل من أهمها: أن ظاهرة تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها قديمة قدم وجود الإنسان، وضاربة بجذورها في أعماق التاريخ البشري، حيث مرت تلك الظاهرة بمراحل عدة نجمت عنها تطورات خطيرة على الساحة العالمية في الآونة الأخيرة، مما دفع الكثير من الدول للاهتمام بها والسعي من أجل إحراز تقدمًا ملحوظًا بها. وتعدد أهداف تعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها، ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف المتعلمين وأجناسهم واحتياجاتهم، واختلاف طبيعة اللغة ذاتها من بلد لآخر، بالإضافة إلى اختلاف الثقافة من دولة إلى أخرى، وتعد تلك المراكز آلية قوية وداعمة لتعليم اللغة القومية لغير الناطقين بها، لما لها من دور كبير في دعم التنوع والحوار الثقافي بين الشعوب في إطار من القيم الإنسانية، وخدمة المجتمع العالمي من خلال تقديم برامج تخصصية تلبي احتياجات أفراده من الناطقات بغير العربية في مجال تعليم اللغة العربية لأغراض عامة وخاصة، بالإضافة إلى اهتمام هذه المراكز بإقامة العديد من الشراكات سواء على المستوى المحلي مع الجامعات أو المراكز والمعاهد الأخرى، أو على المستوى العالمي مع جامعات ومراكز ومعاهد في الكثير من دول العالم، فضًلا عن أنها تُعد وسيلة تستطيع من خلالها الدولة استقطاب الدارسين من كل مكان في العالم، وذلك من خلال المنح والبرامج التي تقدمها، حتى يصبحوا دعاة ينشرون لغتها في كل مكان.

الكلمات الرئيسية