تجديد المعالجة المنهجية في البحوث التربوية المقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

البحوث التربوية المقارنة هي بحوث علم التربية المقارنة.
ولکن أي علم تربوي مقارن هو المقصود؟ وهل هناک أکثر من علم تربوي مقارن؟
أو بالأحرى هل هناک مراحل تطورية لعلم التربية المقارنة؟
أولًا ـــ تطور علم التربية المقارنة:
يشير أنتونيو نوفوا Antonio Novoa في مقالته Comparative Research in Education إلى أن علم التربية المقارنة مر بأربع مراحل تطورية، تتمثل فيما يلي:
1-   معرفة الآخر Knowing The Other: في نهايات القرن التاسع عشر برز اتجاه التوسع في التعليم Mass Schooling، وصاحبه حاجة کل دولة للتعرف على النظم التعليمية في الدول الأخرى؛ الأمر الذي ترتب عليه ظهور علم التربية المقارنة المتمحور حول مساعدة المصلحين الاجتماعيين من أجل بناء نظمهم القومية للتعليم.
2-     فهم الآخر Understanding The Other: رسخت الحرب العالمية الأولى ضرورة التعاون الدولي؛ بغية فهم الآخر، سواء کان هذا الآخر قوة منافسة أو دولًا أخرى؛ وذلک من أجل بناء عالم جديد New World، وإنسان جديد New Man، والذي يتطلب بناء کل منهما تجديد أو تحديث التعليم، ومن ثم رکز علم التربية المقارنة على مقارنة السياسات التعليمية.
3-     بناء الآخر Constructing The Other: شهد النصف الثاني من القرن العشرين تجديدًا في المعالجات المنهجية في التربية المقارنة، واستحداث مداخل منهجية متأثرة بالمداخل البحثية في العلوم الأخرى. ونظر علم التربية المقارنة إلى التعليم باعتباره مصدرًا رئيسيًّا لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي؛ ومن ثم فبناء الآخر، وبناء النظم التربوية، وتطوير سياساتها هو السبيل إلى هذا التقدم. وأضحى البحث التربوي المقارن مستهدِفًا التوصل إلى حلول للمشکلات التربوية على مستوى الدول ومستوى التکتلات الإقليمية.
4-     قياس الآخر Measuring The Other: مع بداية الألفية الثالثة وبزوغ ضرورة تأسيس النظم التعليمية على تکنولوجيا المعلومات والاتصالات الفائقة؛ أصبح الشغل الشاغل لباحثي التربية المقارنة من خلال علم التربية المقارنة الجديد البحث عن مؤشر لقياس مدى جودة النظم التربوية وفاعليتها.