إعداد المعلم الدولي في ضوء خبرة الولايات المتحدة الأمريکية وإمکانية الإفادة منها بجمهورية مصر العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

باتت هناک ضرورة لإعداد معلمين لديهم خبرة ومهارة التدريس في ظل السياق الدولي للتعليم؛ وهو ما يتطلب إعداد معلم قادر على معرفة وإدراک القضايا والاتجاهات العالمية، ومعرفة واحترام القيم العالمية مثل السلام وحقوق الإنسان والتنوع والعدالة والديمقراطية والتنوع وعدم التمييز، وکذلک القدرة على التعامل مع التکنولوجيا المتقدمة ودمجها في مکونات عمليات التعلم، حيث تهدف برامج إعداد المعلم الدولي إلى تأهيل المعلمين للالتحاق بالعمل بالمدارس الدولية والأجنبية، وهو ما يتطلب أن يکون برنامج الإعداد معترف به دولياً ومعتمد من هيئات اعتماد دولية، بحيث يمنح المعلم شهادة ورخصة دولية لمزاولة المهنة.
وقد انتشر التعليم الأجنبي والدولي في مصر بقوة منذ تسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الراهن، ويتطلب هذا التغير في ترکيبة التعليم المصري تغيراً موازياً في منظومة إعداد المعلم المصري من خلال التوسع في برامج إعداد المعلم الدولي بکليات التربية في مصر، والاستفادة من خبرات الدول الأجنبية في تطوير برامج لإعداد المعلم الدولي في مصر تلبي احتياجات بيئة التعليم الأجنبي والدولي في مصر والوطن العربي.
ومن الأهمية بمکان الوقوف على أهم الخبرات الأجنبية في مجال إعداد المعلم الدولي، حيث تعتبر الولايات المتحدة الأمريکية من الدول الرائدة في هذا المجال نظراً للطبيعة الخاصة للولايات المتحدة الأمريکية من حيث تنوع الثقافات بها نتيجة وجود الکثير من الأقليات والعرقيات بها، ومن ثم بات من الضروري إضفاء بعداً دولياً على برامج إعداد المعلم بها، مع ملاحظة أن ذلک يتم بطريقة لامرکزية حيث يکون لکل ولاية نظاماً لإعداد المعلم الدولي خاص بها طبقاً لطبيعة کل ولاية من حيث ترکيبتها السکانية واحتياجات سوق العمل وقدراتها وإمکاناتها المالية.
وقد توصلت الدراسة إلى مخطط مقترح لبرنامج لإعداد المعلم الدولي في مصر يتضمن ثلاثة أبعاد رئيسة، أولها بعد المعلم المتميز من خلال برنامج تربوي يؤهل المعلم الطالب للعمل في مدرسة المستقبل، وثانيها بعد المعلم متعدد الثقافات القادر على العمل في بيئة تربوية متعددة الثقافات والإثنيات، وثالثها بعد الاعتماد الدولي من خلال برنامج معترف به ومعتمد من مؤسسات اعتماد دولية.