التعليم العالي الأجنبي في دول مجلس التعاون الخليجي وإمکان الإفادة منه في مصر (دراسة مقارنة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

   تمنح الدول کافة؛ متقدمها، وناميها اهتمامًا متعاظمًا بالتعليم، وتضعه على قائمة أولوياتها ولما کان التعليم العالي هو قمة النظام التعليمي؛ فإن ذلک يستوجب-بالضرورة- مزيدًا من تکثيف الجهود نحوه. وقد أولت دول مجلس التعاون الخليجي الاستثمار في التعليم مزيدًا من الاهتمام. وتضاعف هذا– على وجه الخصوص - في السنوات الأخيرة، بوصفه جزءً من متطلبات التوسع في العمليات التنموية. وفي هذا الصدد حاولت تلک الدول العمل جاهدة على اتساع منظومة التعليم العالي في کل منها بطرائق عديدة.
   وتُعد الجامعات، وأفرع الأحرم الجامعية من أکثر الأشکال للمواقع التعليمية الأجنبية، والتي شاع إنشاؤها في دول مجلس التعاون الخليجي، وحصلت بعض الدول- کالإمارات وقطر- على مراکز متقدمة في ذلک عالميًا.
      تٌلقي الدراسة الضوء على تطور التعليم العالي في بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وترکز على التعليم العالي الأجنبي من خلال دراسة واقع استقدام الجامعات الأجنبية وبعض أفرع الأحرم الجامعية الأجنبية في تلک الدول. کما تحاول الإفادة من التحليل المقارن لواقع نظم التعليم العالي الأجنبي بدول مجلس التعاون الخليجي، في وضع رؤية مستقبلية يمکن من خلالها تطوير أوضاع التعليم العالي الأجنبي في تلک الدول، ومحاولة علاج نواحي القصور فيه في المستقبل القريب؛ علاوة على وضع عدد من الآليات المقترحة؛ لتطوير التعليم العالي الأجنبي في مصر؛ في ضوء الإفادة من الخبرات المعروضة بالدراسة. 
      تعتمد الدراسة على استخدام الطريقة المقارنة Comparative Method؛ عبر استخدام عدد من المداخل البحثية؛ حيث إنها ترکز على کل من: تحليل النظام التعليمي باستخدام نموذج مولمان النظري، مقاربة مقارنة النظمComparing Systems Approach ؛ بالترکيز عليها کإحدى وحدات التحليل؛ وفقا لطبيعة الدراسة، وأيضا الأساليب الاستکشافية؛ متمثلة في أحد أشکاله؛ وهى: الرؤى، والتصورات المستقبلية.
     وفي ضوء طبيعة الموضوع، وحدوده، وأهدافه؛ فإن أبعاد منهجية البحث التربوي المقارن المتمثلة في البعد التاريخي، والبعد الوصفي والبعد التحليلي الثقافي، والبعد التفسيري المقارن،والبعد التنبؤي، قد تم في ضوئها تناول الدراسة الراهنة من خلال جملة من المحاور التي تناولت تطورًا تاريخيًا للتعليم العالي الأجنبي، ومسببات النشأة، وصفًا لأنماط التعليم العالي الأجنبي، ودورها في ترقية التعليم العالي في المجتمعات المطبقة لها، إجراء التحليل الثقافي لدول مجلس التعاون الخليجي- المختارة في الدراسة؛ لبيان الظهير الثقافي الفاعل، والمؤثر في الظاهرة موضوع الدراسة، عقد المقارنة التفسيرية؛ لبيان أوجه التشابه والاختلاف فيما يتعلق بالجامعات، والأفرع الجامعية بدول مجلس الخليج المختارة، ثم طرح مجموعة من الدروس المستفادة التي يمکن عبرها تطوير التعليم العالي الأجنبي في  دول الخليج؛ بما يتفق وظروفه، ومعطياته الثقافية؛ طرح رؤية مستقبلية لتطوير التعليم العالي الأجنبي بها، وانتهت أخيرًا بتقديم بعض الآليات المقترحة لتطوير التعليم الأجنبي بمصر؛ في ضوء الإفادة من خبرات دول مجلس التعاون الخليجي، والدول الأجنبية.